أسباب خفقان القلب وأعراضه: متى يكون الأمر مقلقًا؟

Causes and Symptoms of Heart Palpitations: When Should You Worry?

هل شعرت يومًا بأن قلبك ينبض بسرعة غير معتادة، أو يخفق بقوة دون سبب واضح؟ قد يبدو الأمر مقلقًا، ولكنه يُعرف طبيًا باسم خفقان القلب، وهو عرض شائع يمر به الكثير من الناس في أعمار مختلفة في لحظات التوتر أو الحماس أو حتى بعد شرب فنجان قهوة، ولكن في بعض الحالات، قد يكون الخفقان إشارة لمشكلة صحية تستدعي الانتباه. تابع قراءة هذه المقالة لتعرف أكثر عن أسباب خفقان القلب وأعراضه وطرق العلاج.

ما هو خفقان القلب؟

خفقان القلب هو شعور غير طبيعي بنبضات القلب، يُمكن أن يُوصف بتسارع أو قوة النبض أو حتى الإحساس بتوقف مؤقت في ضرباته، قد يشعر به الشخص في الصدر أو الحلق أو الرقبة، وقد يكون هذا الإحساس مفاجئًا ومزعجًا في بعض الأحيان، بل وقد يُسبب القلق، إلا أنه غالبًا لا يكون خطيرًا ويزول من تلقاء نفسه.


يحدث الخفقان في أي وقت، سواء في أثناء الراحة أو في أثناء ممارسة الأنشطة اليومية، وتُعد هذه الحالة أكثر شيوعًا بين الإناث، وقد تظهر في مراحل مختلفة من العمر، مثل: سن المراهقة، أو في أثناء الحمل، أو خلال فترة انقطاع الطمث.


وفي كثير من الحالات، قد يكون السبب بسيطًا، مثل: التوتر أو القلق أو الإفراط في تناول الكافيين أو التدخين أو شُرب الكحول، ولكنه أيضًا قد يكون أحيانًا مؤشرًا على اضطراب في نظم القلب، مما يستدعي تقييمًا طبيًا، إذا كنت تعاني من خفقان القلب بشكل متكرر أو مزعج، فمن الأفضل مراجعة الطبيب.

متى يكون الخفقان طبيعيًا ومتى يصبح مشكلة صحية؟ 

قد يكون الخفقان طبيعيًا في بعض الحالات مثل: التوتر أو المجهود البدني، ولكنه أحيانًا قد يكون علامة على مشكلة صحية تستدعي الانتباه، خاصة إذا ترافق مع أعراض أخرى أو تكرر دون سبب واضح، إليك أهم أسباب خفقان القلب:

أسباب خفقان القلب

تتعدد أسباب خفقان القلب، فقد يكون مرتبطًا بعوامل عابرة أو دلالة على حالة صحية كامنة، إليك أهم الأسباب الشائعة:

1- نمط الحياة

  • التمارين الشاقة.
  • الإفراط في تناول الكافيين أو الكحول.
  • التدخين أو استخدام منتجات تحتوي على النيكوتين.
  • قلة النوم أو الجفاف.

2- العوامل النفسية والعاطفية

  • التوتر والقلق.
  • نوبات الهلع.
  • الصدمة النفسية أو الاكتئاب.

3- الأدوية والمواد المنشطة

  • أدوية البرد والسعال التي تحتوي على السودوإيفيدرين.
  • أجهزة استنشاق الربو ومزيلات الاحتقان.
  • بعض المكملات الغذائية أو العشبية.
  • الكوكايين، والأمفيتامينات، والمنشطات الأخرى.

4. الهرمونات والتغيرات الفسيولوجية

  • التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل، والحيض، أو انقطاع الطمث.
  • فرط أو نقص نشاط الغدة الدرقية.

5. مشكلات صحية كامنة

  • أمراض القلب مثل:
  • اضطراب نظم القلب (عدم انتظام ضربات القلب).
  • مشاكل صمامات القلب.
  • قصور القلب الاحتقاني.
  • حالات طبية أخرى مثل:
  • الحمى.
  • انقطاع النفس أثناء النوم.
  • اضطرابات الإلكتروليت.
  • انخفاض مستويات الأكسجين أو السكر في الدم.
  • فقر الدم أو فقدان الدم.

المضاعفات المحتملة

في حال كان الخفقان ناتجًا عن اضطراب قلبي، فقد يؤدي إلى:

  • الإغماء: نتيجة انخفاض مفاجئ في ضغط الدم بسبب تسارع القلب.
  • السكتة القلبية: في بعض الحالات النادرة، قد يؤدي اضطراب نظم القلب إلى توقف القلب عن النبض.
  • السكتة الدماغية: في حالات الرجفان الأذيني، قد يتجمع الدم في الأذين مكونًا جلطة، قد تنتقل إلى الدماغ.
  • قصور القلب: قد تُضعِف بعض اضطرابات نظم القلب قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة، ولكن علاج السبب قد يُحسن من وظيفته.

أعراض خفقان القلب 

خفقان القلب هو شعور غير طبيعي وغير مريح في نبضات القلب، وقد يشعر به المريض في الصدر أو الرقبة أو الحلق، وقد تكون النبضات:

  • سريعة.
  • قوية أو شديدة.
  • غير منتظمة أو متقطعة (وكأن هناك نبضات فائتة أو زائدة).
  • متأرجحة أو متقلبة.
  • رفرفة.

يمكن أن يحدث الخفقان في أثناء الراحة أو النشاط، وقد يستمر لثوانٍ أو دقائق أو أكثر، وفي بعض الحالات، قد يصاحبه شعور بالدوخة أو حتى الإغماء، مما قد يشير إلى وجود حالة صحية أكثر خطورة.

تشخيص خفقان القلب 

لتشخيص خفقان القلب، يبدأ الطبيب بمراجعة التاريخ الطبي والأعراض، ويُجري فحصًا بدنيًا يستمع فيه إلى صوت القلب والرئتين باستخدام السماعة، وقد يبحث عن علامات لأي حالات كامنة، مثل: تضخم الغدة الدرقية أو اضطرابات نظم القلب، ومن المفيد أن تُبلغ الطبيب بتفاصيل خفقان القلب، مثل:

  • متى يبدأ وكم مرة يحدث؟
  • كم يستمر؟
  • كيف تشعر عند حدوثه؟
  • ما الذي يزيد الخفقان لديك وما الذي يُخففه؟

في بعض الحالات، قد يُطلب منك تقليد نمط الخفقان بالنقر بأصابعك.

الفحوصات الطبية لتشخيص خفقان القلب

قد يطلب الطبيب مجموعة من الفحوصات لتحديد السبب، منها:

  • تخطيط كهربية القلب (رسم القلب): يقيس النشاط الكهربائي للقلب، ويكشف ما إذا كان القلب ينبض ببطء شديد أو بسرعة زائدة أو بشكل غير منتظم.
  • جهاز هولتر: يُرتدى لمدة 24 ساعة أو أكثر لتسجيل ضربات القلب في أثناء الأنشطة اليومية.
  • جهاز تسجيل الأحداث: يُستخدم عند عدم ظهور الأعراض في أثناء ارتداء جهاز هولتر، ويُفَعَّل يدويًا عند الشعور بالخفقان، وقد يُرتدى حتى 30 يومًا أو حتى ظهور الأعراض أو عدم انتظام ضربات القلب.
  • تخطيط صدى القلب (Echo): يستخدم الموجات الصوتية لإظهار بِنية القلب وحركته، ويكشف عن المشكلات في تدفق الدم أو بِنية القلب.
  • اختبار الإجهاد: يُقيّم وظيفة القلب في أثناء التمارين أو تحت تأثير أدوية تُحفّز القلب.
  • تحاليل الدم والبول: للكشف عن اضطرابات هرمونية أو مشكلات أخرى.
  • دراسة كهربائية القلب وقسطرة القلب: في حالات معينة، تُستخدم هذه الفحوصات المتقدمة لتقييم نظم القلب بدقة.

علاج خفقان القلب 

يعتمد علاج خفقان القلب على السبب الكامن وراءه، وفي كثير من الحالات، لا يكون العلاج الطبي ضروريًا، خاصة إذا كان الخفقان ناتجًا عن عوامل مؤقتة مثل: التوتر أو تناول الكافيين أو التدخين أو شرب الكحول أو ممارسة مجهود بدني شديد، في هذه الحالات، قد يساعد تغيير نمط الحياة وتجنب المسببات في التخلص من الأعراض.


أمّا إذا كان القلق أو التوتر هو المحفز لخفقان القلب، فقد تفيدك تقنيات الاسترخاء مثل: التأمل، أو تمارين التنفس العميق، وأيضًا يُنصح بتقليل استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين وتجنب الأطعمة الحارة أو الدسمة.


وفي حالة ما إذا كان الخفقان ناتجًا عن مشكلة صحية في القلب، مثل: اضطراب نظم القلب، فقد يتطلب الأمر علاجًا محددًا يشمل الأدوية، أو إجراءً طبيًا، أو حتى زرع جهاز لتنظيم ضربات القلب أو حسب ما يراه الطبيب.

متى يجب زيارة الطبيب؟

ينبغي مراجعة الطبيب العام إذا كنت تعاني من خفقان القلب مع واحد أو أكثر من الأعراض التالية:

  • استمرار الخفقان لأكثر من بضع دقائق.
  • تكرار حدوث الخفقان أو ازدياده سوءًا مع الوقت.
  • إصابتك السابقة بأمراض قلبية.
  • وجود تاريخ عائلي لمشاكل في القلب أو اضطرابات نظم القلب.

متى تطلب رعاية طبية عاجلة؟

اتصل بالطوارئ فورًا إذا كان خفقان القلب مصحوبًا بأي من الأعراض التالية:

  • ضيق في التنفس.
  • ألم أو ضغط في الصدر.
  • دوخة شديدة أو الشعور بخفة الرأس.
  • فقدان الوعي أو الإغماء.

هل يُمكن الوقاية من خفقان القلب؟

للوقاية من خفقان القلب أو الحدّ من تكراره، من المهم تجنب أو تقليل العوامل التي قد تحفّزه أو تسهم في تفاقمه، إليك بعض النصائح الهامة: 

1. الابتعاد عن المحفزات

يُنصَح بتقليل أو تجنّب الكافيين، والنيكوتين، والكحول، وأيضًا يجب الحذر عند استخدام بعض الأدوية مثل: بخاخات الربو، أو أدوية نزلات البرد، فقد تؤدي إلى الخفقان لدى بعض الأشخاص.

2. تخفيف التوتر

وذلك بممارسة بعض تقنيات الاسترخاء مثل: التنفس العميق، أو التأمل، أو غيرها فهي تساهم في تهدئة النظام العصبي وتقليل الخفقان.

3. النشاط البدني المنتظم

تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على الوقاية من خفقان القلب، لكن استشِر طبيبك أولًا لتحديد برنامج التدريبات المناسب لك، كما أنّ التمارين الرياضية أحد وسائل تخفيف التوتر.

4. نمط حياة صحي

أيضًا مما يساعد على تجنّب خفقان القلب، عيش نمط حياة صحي، بالامتناع عن التدخين، والحفاظ على ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، بالإضافة إلى تجنّب الأطعمة أو الأنشطة التي سبق أن لاحظت أنها تسبّب لك خفقان القلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. تم وضع علامة على الحقول المطلوبة

يرجى ملاحظة أنه يجب الموافقة على التعليقات قبل نشرها