علاج الكحة الشديدة مع البلغم

Treatment of Severe Cough with Phlegm

هل سبق أن استيقظت في منتصف الليل بسبب الكحة الشديدة، مع شعور بالاختناق وصعوبة في التنفس؟ الكحة الشديدة مع البلغم ليست مجرد عرض مزعج، بل قد تكون جرس إنذار يخبرك أن جهازك التنفسي يواجه تحديًا يحتاج إلى اهتمام، ورغم أن كثيرين يتجاهلونها أو يحاولون السيطرة عليها بطرق عشوائية، إلا أن فهم أسبابها واختيار العلاج المناسب هو الخطوة الأولى للتخلّص من الإزعاج واستعادة راحتك. تابع قراءة هذه المقالة لتعرف أكثر عن ما هي الكحة وما هي أسبابها ومتى تتحول إلى مشكلة تستحق التدخل الطبي، وأفضل طرق علاج الكحة الشديدة مع البلغم.

ما هي الكحة؟

الكحة أو "السعال"، هي رد فعل طبيعي يقوم به الجسم للتخلص من المهيجات التي تدخل إلى مجرى التنفس، سواء في الحلق أو الرئتين، فهي وسيلة دفاعية تساعد على حماية الجهاز التنفسي وتسريع الشفاء.

أنواع الكحة

يمكن تقسيم الكحة إلى عدة أنواع بحسب عوامل مختلفة:

1- حسب مدة الاستمرار

  • الكحة الحادة: تبدأ فجأة وتستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
  • الكحة شبه الحادة: تستمر بعد العدوى من 3 إلى 8 أسابيع.
  • الكحة المزمنة: تدوم أكثر من 8 أسابيع وتُسمى أحيانًا الكحة المستمرة.
  • الكحة المقاومة: وهي كحة مزمنة لا تستجيب للعلاج.

2- حسب البلغم

  • الكحة الرطبة: يُصاحبها خروج بلغم أو مخاط.
  • الكحة الجافة: لا يصاحبها بلغم.

3- حسب الصوت أو الشكل المميز

  • الكحة الديكية "السعال الديكي": تصدر صوتًا يشبه "الصفير"، وتكون غالبًا ناتجة عن عدوى السعال الديكي.
  • الكحة النباحية: تشبه صوت النباح وترتبط غالبًا بمرض الخانوق.
  • الكحة المصحوبة بالأزيز: تحدث عند انسداد مجرى التنفس، وقد ترتبط بنزلات البرد أو أمراض مزمنة مثل: الربو.

4- حسب توقيت حدوثها

  • الكحة النهارية.
  • الكحة الليلية.
  • الكحة المصحوبة بالتقيؤ (شائعة عند الأطفال بسبب شدة السعال).

أسباب الكحة الشديدة مع البلغم

الكحة الشديدة المصحوبة بالبلغم (السعال الرطب) قد تكون عرضًا لعدة أمراض أو حالات صحية تؤثر على الجهاز التنفسي أو القلب، ومن أبرز أسبابها ما يلي:

1- نزلات البرد والإنفلونزا

  • تحدث بسبب عدوى فيروسية، إذ يحاول الجسم طرد المخاط المحمّل بالفيروسات والجراثيم.
  • ترافقها عادةً أعراض مثل: سيلان الأنف، التهاب الحلق، العطس، الحمى، القشعريرة، آلام الجسم. 
  • تتحسن غالبًا نزلات البرد خلال 7–10 أيام، بينما قد تكون الإنفلونزا أشد خطورة خاصة مع الحمى والتعب الشديد.

2- التهاب الشعب الهوائية الحاد

  • يُعرف بالبرد الصدري، ويستمر عادةً 3 أسابيع.
  • يحدث بعد عدوى فيروسية أو بكتيرية، ويؤدي إلى انتفاخ الشعب الهوائية وزيادة إنتاج المخاط.
  • تشمل الأعراض: ألم الصدر، السعال المستمر، الحمى، الأزيز، التعب.

3- الالتهاب الرئوي

  • عدوى تُصيب الحويصلات الهوائية فتملأها بالسوائل أو القيح.
  • قد يُنتج المريض بلغمًا أصفر أو أخضر، وأحيانًا دمويًا، تتفاوت شدته من خفيف إلى خطير، ويترافق مع الحمى وصعوبة التنفس.

4- التنقيط الأنفي الخلفي

  • يحدث عندما يتساقط المخاط من الأنف إلى مؤخرة الحلق، مما يسبب سعالًا متكررًا خاصة في الليل.
  • قد يكون سببه الحساسية، أو نزلات البرد، أو التهابات، أو حتى الحمل وبعض الأدوية.

5- مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)

  • يشمل أمراضًا مزمنة مثل: التهاب الشعب الهوائية المزمن والنفاخ الرئوي.
  • التدخين هو السبب الأكثر شيوعًا لمرض الانسداد الرئوي المزمن، لكن قد يحدث أيضًا بسبب تلوث الهواء أو الربو أو غير ذلك.
  • يتسبب في إفراز زائد للمخاط وسعال مزمن.
  • ترافقه أعراض مثل: ضيق التنفس، والأزيز، كما تتفاقم الأعراض مع مرور الوقت.

6- توسع القصبات

  • حالة مزمنة تصبح فيها الشعب الهوائية متندبة ومتسعة، مما يؤدي إلى تراكم المخاط وصعوبة التخلص منه.
  • يمكن أن ينشأ بعد التليف الكيسي، أو الالتهاب الرئوي، أو السل، أو انسداد الشعب الهوائية.
  • يسبب سعالًا متكررًا مع بلغم، وأعراضًا إضافية مثل: ضيق التنفس والتعب.

7- التليف الكيسي

  • مرض وراثي يُعيق التخلص من المخاط في الرئتين، مما يُهيئ لنمو البكتيريا وحدوث التهابات متكررة. 
  • ترافقه أعراض مثل: أزيز الصدر، وتعجر الأصابع (تشوه يجعل أطرافها أكثر انتفاخًا)، ومشاكل الجهاز الهضمي.

8- قصور القلب الاحتقاني

  • عندما يعجز القلب عن ضخ الدم بكفاءة، تتراكم السوائل في الرئتين مسببة سعالًا رطبًا وأزيزًا.
  • قد يكون البلغم وردي اللون مع أعراض إضافية مثل: ضيق التنفس، التعب، تورم الساقين.

الكحة الجافة مقابل الكحة مع البلغم

الكحة الشديدة الجافة والكحة الشديدة مع البلغم تختلفان في طبيعتهما وأسباب حدوثهما كالتالي:

الكحة الشديدة الجافة

  • هي سعال متقطع لا يُنتج مخاطًا أو بلغمًا، ويكون غالبًا مزعجًا ومؤلمًا ويصعب السيطرة عليه.
  • تنشأ عادةً نتيجة تهيج أو التهاب في الشعب الهوائية دون إنتاج مخاط زائد.
  • قد تستمر بعد زوال عدوى الجهاز التنفسي لأسابيع أو حتى أشهر.

من أبرز أسباب الكحة الشديدة الجافة ما يلي:

  • الربو.
  • التهاب الحنجرة.
  • التهاب اللوزتين.
  • الخانوق.
  • التليف الرئوي.
  • مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD).
  • الحساسية أو التعرض لمهيجات مثل: الدخان والغبار والتلوث.
  • بعض الأدوية، خاصةً مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE).
  • عدوى الجهاز التنفسي مثل: كوفيد-19.

الكحة الشديدة مع البلغم (الرطبة)

  • تتميز بإنتاج المخاط أو البلغم نتيجة التهابات أو عدوى تصيب الجهاز التنفسي.
  • وجود البلغم يساعد الجسم على التخلص من المهيجات أو العدوى، ويُعتبر عرضًا شائعًا مع نزلات البرد، أو التهاب الشعب الهوائية، أو الالتهاب الرئوي.

الكحة الشديدة أثناء النوم

تُعد الكحة الشديدة أثناء النوم ليلًا من الأعراض المزعجة التي يشعر معها المريض بأنها أشد من النهار، ويعود ذلك لعدة أسباب، منها:

  • الالتهابات التنفسية والحساسية والربو، إذ قد يؤدي الاستلقاء إلى تجمع المخاط وصعوبة التخلص منه، مما يزيد من تهيج الحلق والكحة.
  • التنقيط الأنفي الخلفي، إذ تتجمع إفرازات الأنف في مؤخرة الحلق عند الاستلقاء وتُسبب الكحة.
  • ارتجاع المريء (GERD)، إذ يرتد حمض المعدة إلى المريء ويصل أحيانًا إلى الحلق، مما يسبب التهيج والكحة الليلية.
  • بعض الحالات الصحية مثل: قصور القلب أو انقطاع النفس أثناء النوم.
  • الأدوية مثل: مثبطات ACE المستخدمة لعلاج ضغط الدم، والتي قد تسبب كحة جافة كأثر جانبي.
  • الساعة البيولوجية للجسم، إذ تنشط بعض وظائف المناعة أثناء الليل وتزيد معها أعراض المرض مثل: الاحتقان والكحة.

علاج الكحة الشديدة للكبار

يعتمد علاج الكحة الشديدة مع البلغم للكبار على السبب المؤدي لها، في معظم الحالات يمكن التخفيف منها بطرق بسيطة في المنزل، مثل:

  • الإكثار من شرب السوائل لتقليل تهيج الحلق وإذابة البلغم.
  • استخدام أجهزة ترطيب الهواء أو استنشاق البخار لتخفيف الاحتقان.
  • تناول مشروبات دافئة مع العسل أو الليمون لتهدئة السعال.
  • أخذ قسط كافي من الراحة وتجنب التدخين والمهيجات كالعطور والدخان.
  • استخدام مسكنات الألم مثل: الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتقليل الألم المصاحب.
  • أقراص أو قطرات السعال التي تحتوي على المنثول أو الأوكالبتوس لتهدئة الحلق.

علاج الكحة الشديدة بالأدوية من الصيدلية

لعلاج الكحة الشديدة مع البلغم، توجد في الصيدلية مجموعة متنوعة من الأدوية التي تناسب مختلف الحالات، بعض هذه الأدوية متوفرة دون حاجة لوصفة طبية، في حين يحتاج بعضها الآخر إلى وصفة طبية ويُستخدم تحت إشراف الطبيب.


فيما يلي بعض الخيارات لأفضل دواء للكحة الشديدة من الصيدلية لمساعدتك في اختيار العلاج المناسب.:

بروسبان شراب

  • بروسبان شراب هو دواء عشبي يحتوي على مستخلص أوراق اللبلاب، يعمل على إذابة البلغم بشكل طبيعي ويساعد في تهدئة السعال وتوسيع الشعب الهوائية، مما يجعله خيارًا فعالًا لتخفيف أعراض السعال والمشاكل التنفسية.

بيكتال شراب

  • بيكتال شراب يحتوي على مادة جوايفينيسين التي تساعد في تسييل البلغم وتقليل لزوجته، مما يسهل طرده وتهدئة السعال، خاصةً في حالات الكحة المصحوبة بالبلغم.

براونشيكير بلس شراب

  • براونشيكير بلس شراب تركيبة طبيعية تجمع بين مستخلص اللبلاب والزعتر، تساهم في تخفيف السعال، وتهدئة الحلق، والمساعدة على إذابة المخاط، ويمثل علاجًا مناسبًا للكحة المصاحبة لالتهابات الشعب الهوائية.

إي سي سي 200 ملجم أكياس

  • إي سي سي 200 ملجم أكياس يحتوي على أسيتيل سيستين (Acetylcysteine)، وهو من أقوى الأدوية التي تذيب البلغم، إذ إنه يعمل على تفكي المخاط السميك وتسهيل طرده، مما يسهل التنفس ويخفف السعال الشديد.

جوافان شراب

  • جوافان شراب هو شراب مخصص لعلاج السعال المرتبط بنزلات البرد، يمتاز بخصائصه الطاردة للبلغم، ويساعد في تنظيف الشعب الهوائية وتخفيف الكحة الناتجة عن الاحتقان أو الإفرازات المخاطية.

علاج الكحة الشديدة عند الأطفال والرضع

غالبًا ما تنتج الكحة الشديدة عند الأطفال من عدوى فيروسية، قد تختفي تدريجيًا من تلقاء نفسها، ولكن إذا كان عمر الطفل أقل من شهرين وظهر عليه السعال، فمن المهم مراجعة الطبيب فورًا.


أما في الحالات البسيطة، يمكن الاعتماد على بعض العلاجات المنزلية الطبيعية لتخفيف الأعراض عند الرضع والأطفال الصغار، بعد استشارة طبيب الأطفال، ومنها:

  • الحمام البخاري: دع الماء الساخن يتدفق لبضع دقائق، ثم اجعل طفلك يستنشق البخار من 5 إلى 10 دقائق.
  • العسل: مناسب للأطفال فوق عمر السنة، إذ يساعد في تهدئة الحلق وله خصائص مضادة للميكروبات (لا يُعطى للرضع دون 12 شهرًا).
  • غسل الأنف بالمحلول الملحي: يساعد على تنظيف الممرات الأنفية وتخفيف الاحتقان، ويمكن استخدام بخاخ ملحي مع شفاطة أنفية، مع ضرورة استخدام ماء مفلتر فقط.
  • مرطب الهواء: جهاز الترطيب بالبخار البارد يحافظ على رطوبة الغرفة ويخفف من انسداد الأنف والصدر.
  • الترطيب: تأكدي من أن طفلك يحصل على سوائل كافية، بالنسبة للرضع، يمكن زيادة عدد الرضعات، أما الأطفال الأكبر سنًا فيُشجعون على شرب الماء أو المشروبات الغنية بالإلكتروليت.

أفضل علاج طبيعي للكحة الشديدة

تحدث الكحة الرطبة غالبًا نتيجة عدوى في الجهاز التنفسي مثل: نزلات البرد أو التهاب الشعب الهوائية، ورغم أن الأدوية قد لا تكون فعّالة مع العدوى الفيروسية، إلا أن هناك بعض العلاجات الطبيعية قد تساعد في التخفيف من الأعراض، مثل:

  • العسل: فعال في تهدئة السعال والتهابات الحلق (للأطفال فوق 12 شهرًا).
  • مرطب الهواء: يمنع جفاف الحلق ويساعد على تليين البلغم ليخرج بسهولة.
  • الاستحمام بماء بخار: يساهم في ترطيب الشعب الهوائية وتفكيك المخاط.
  • شاي الأعشاب: مثل الزنجبيل لخصائصه المضادة للالتهاب، أو الزعتر والقرنفل لدعم المناعة ومكافحة العدوى.
  • قطرات السعال العشبية: المصنوعة من العسل أو الأعشاب كالليمون والمريمية والنعناع.
  • فيتامين C: يعزز مناعة الجسم وقد يقلل من مدة أعراض نزلات البرد.
  • مستخلص إبرة الراعي: قد يساعد في تحسين أعراض السعال والتهابات الشعب الهوائية.
  • ري الأنف: باستخدام محلول ملحي مع ماء مفلتر، يساعد على تقليل الاحتقان وتخفيف الكحة.
  • الترطيب المستمر: شرب كمية كافية من الماء أو السوائل الدافئة يساهم في تخفيف تهيج الحلق ومنع الجفاف.

متى تصبح الكحة الشديدة خطيرة؟

في أغلب الحالات تختفي الكحة تدريجيًا دون الحاجة لعلاج خاص، ولكن هناك مواقف تستدعي مراجعة الطبيب أو التوجه للطوارئ فورًا.


استشر الطبيب إذا:

  • استمرت الكحة لأكثر من أسبوعين أو لم تتحسن بعد 3 أسابيع.
  • كانت الكحة تتفاقم تدريجيًا بدلًا من التحسن.
  • كانت مصحوبة ببلغم أصفر، أو أخضر، أو دموي أو ذو رائحة كريهة.
  • ظهرت حمى تتجاوز 38°م، خاصة إذا استمرت لأكثر من يومين عند البالغين أو الأطفال الصغار.
  • صاحب الكحة أزيز في الصدر أو قشعريرة أو ألم بالصدر.

اطلب رعاية طبية عاجلة إذا ظهرت الأعراض التالية:

  • صعوبة أو ضيق شديد في التنفس.
  • الاختناق أو عدم القدرة على الأكل والشرب.
  • كحة مصحوبة بكمية كبيرة من الدم.
  • ألم شديد في الصدر.
  • ازرقاق الشفاه أو الجلد أو الأظافر.
  • نوبات سعال عنيفة أو مصحوبة بصوت "شهقة".

عند الأطفال والرضع:

  • إذا كان عمر الطفل أقل من 3 أشهر وظهرت حرارة 38°م أو أكثر.
  • إذا كان عمره أقل من سنتين واستمرت الحرارة أكثر من يوم.
  • إذا تجاوز عمره سنتين واستمرت الحرارة أكثر من 3 أيام، أو وصلت إلى 40°م فأكثر.
  • إذا كان الطفل يعاني من صفير في الصدر دون وجود تاريخ مرضي بالربو.
  • إذا صاحب السعال صعوبة في الاستيقاظ، أو نوبات تشنج، أو طفح جلدي مع حمى، أو بكاء مستمر لا يمكن تهدئته.

إذا كانت الكحة شديدة أو مصحوبة بأعراض مقلقة، خاصة عند الأطفال والرضع، فيجب عدم التردد في مراجعة الطبيب أو التوجه إلى قسم الطوارئ.

هل الحمل يسبب الكحة؟

عادةً لا يسبب الحمل الكحة مباشرة، ولكن التغيرات التي تطرأ على جهاز المناعة قد تجعل المرأة الحامل أكثر عرضة لنزلات البرد أو الكحة، وقد تستمر الأعراض فترة أطول من المعتاد، يُنصح بالتواصل مع الطبيب إذا طال أمد الكحة أكثر من المتوقع، أو إذا تسببت في صعوبة بالأكل أو النوم أو التنفس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. تم وضع علامة على الحقول المطلوبة

يرجى ملاحظة أنه يجب الموافقة على التعليقات قبل نشرها