هل تشعر بالألم واللسع في بشرتك عند التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة؟ هل تبحث عن أفضل طريقة لعلاج حروق الشمس؟ تُعد حروق الشمس من أكثر المشكلات الجلدية شيوعًا نتيجة التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، وهي تجربة مؤلمة ومزعجة تصيب الكثيرين، وقد تتراوح حدة هذه الحروق بين الاحمرار الطفيف والتقرحات الشديدة، مصحوبة بألم حارق. تابع قراءة هذه المقالة لتعرف أكثر عن أسباب وأعراض حروق الشمس، وما هي أفضل طرق علاج حروق الشمس.
كيف تحدث حروق الشمس وأهم أسبابها
حروق الشمس هي تلف في الجلد ناتج عن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية (UV)، سواء من الشمس أو من مصادر صناعية مثل: أجهزة التسمير.
تظهر حروق الشمس عادةً في شكل: احمرار، أو ألم، وأحيانًا بثور في الجلد، وقد تحدث حتى في الأيام الباردة أو الملبدة بالغيوم، لأن الأشعة فوق البنفسجية تخترق الغيوم ويمكنها أن تنعكس عن الأسطح مثل: الثلج، والرمل، والماء، مما يزيد من خطر الإصابة.
تصدر الشمس ثلاثة أنواع من الأشعة فوق البنفسجية (UV):
- UVA: تخترق الطبقات العميقة من الجلد، وتؤدي إلى تلف طويل الأمد وتساهم في شيخوخة الجلد المبكرة.
- UVB: تؤثر بشكل أساسي على الطبقات السطحية من الجلد، وتُعد السبب الرئيسي وراء حروق الشمس.
- UVC: لا تصل أشعة UVC إلى سطح الأرض، إذ يتم امتصاصها بالكامل في الغلاف الجوي.
عند تعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية، تتلف الخلايا الجلدية، مما يدفع الجهاز المناعي إلى زيادة تدفق الدم إلى المنطقة المصابة، فيحدث التهاب واحمرار يُعرف باسم حروق الشمس.
لا يشترط أن تكون على الشاطئ أو بجانب المسبح لتُصاب بحروق الشمس؛ فقد تحدث أثناء أنشطة يومية بسيطة كتناول الغداء في الخارج أو العمل في الخارج دون استخدام واقي الشمس.
أنواع حروق الشمس
يصنف الأطباء حروق الشمس حسب عمق التلف في الجلد كالتالي:
- الدرجة الأولى: تصيب الطبقة الخارجية من الجلد، وتُشفى عادة خلال أيام قليلة.
- الدرجة الثانية: تمتد إلى طبقات أعمق من الجلد وتسبب بثور، وقد تستغرق أسابيع للشفاء وتتطلب رعاية طبية.
- الدرجة الثالثة: نادرة للغاية نتيجة الشمس، وتصيب جميع طبقات الجلد، بما فيها الأنسجة العميقة، وغالبًا ما تنجم عن مصادر أخرى مثل: الحريق أو المواد الكيميائية.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بحروق الشمس
- طول فترة التعرض للشمس.
- نوع البشرة ولونها (البشرة الفاتحة أكثر عرضة).
- استخدام أجهزة التسمير دون حماية.
- تناول أدوية معينة مثل: بعض المضادات الحيوية (دوكسيسيكلين وباكتريم)، ومضادات الالتهاب، والريتينويدات، ومدرات البول.
- قوة الأشعة فوق البنفسجية، والتي تتأثر بالوقت من اليوم والغيوم والارتفاع والموقع الجغرافي.
- استنفاد طبقة الأوزون، حسب المنطقة التي تعيش بها في العالم.
من المهم حماية الجلد باستخدام الواقي الشمسي يوميًا، حتى في الأيام التي لا تبدو مشمسة، والانتباه إلى العوامل التي قد تزيد من التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
أعراض حروق الشمس
تظهر أعراض حروق الشمس عادة بعد ساعات قليلة من التعرض لأشعة الشمس، وقد تختلف شدتها حسب درجة الحرق، تشمل الأعراض العامة ما يلي:
- احمرار الجلد، ويبدو أوضح على البشرة الفاتحة، بينما قد يكون أقل وضوحًا على البشرة الداكنة إلا إذا ظهرت تقشرات أو بثور.
- شعور بحرارة أو دفء في الجلد عند لمسه.
- ألم، وحساسية، وحكة.
- تورم في المنطقة المصابة.
- تقشر الجلد بعد عدة أيام من التعرض.
- ظهور بثور صغيرة مملوءة بسائل، قد تنفجر لاحقًا.
- تأثر أجزاء مكشوفة من الجسم، مثل: الشفاه، والأذنين، وفروة الرأس، وحتى العينين والتي قد يشعر الشخص فيها بألم أو خشونة بسبب حساسيتها الشديدة للأشعة فوق البنفسجية.
- قد تُصاب مناطق مغطاة أيضًا إذا كانت الملابس رقيقة أو تسمح بمرور الأشعة.
عند الإصابة بحروق شمس شديدة، قد تظهر أعراض إضافية مثل:
- صداع.
- حمى.
- غثيان أو إرهاق عام.
- دوخة أو ارتباك.
- تسارع في التنفس.
- قشعريرة.
- تشنجات عضلية.
أعراض درجات حروق الشمس المختلفة
- الدرجة الأولى: تشمل احمرارًا، وحرارة، وألمًا خفيفًا، وتورمًا طفيفًا، مع تقشر الجلد لاحقًا.
- الدرجة الثانية: تكون الأعراض أشد، مع احمرار كبير، وبثور، وألم شديد، وتغير في لون الجلد إلى الأبيض أو رطب المظهر.
- الدرجة الثالثة: وهي نادرة، وتشمل احتراق الجلد، وفقدان الإحساس أو تنميل، وشحوب أو بياض الجلد، وقد يصاحبها أعراض ضربة الشمس أو صدمة، وهي حالة طارئة تتطلب عناية طبية فورية.
عادةً ما يبدأ الجسم بالتعافي خلال أيام، لكن قد يستغرق شفاء الحروق الشديدة وقتًا أطول، وغالبًا ما تختفي تغيّرات لون الجلد مع مرور الوقت.
تأثير حروق الشمس على البشرة والصحة
التعرض المتكرر لحروق الشمس قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، ومن أبرز هذه المضاعفات:
1. الشيخوخة المبكرة للبشرة
وتظهر من خلال:
- التجاعيد.
- ترهل الجلد.
- ظهور النمش، خصوصًا في الوجه والكتفين.
- أوردة دقيقة حمراء على الأذنين والأنف والخدين.
- بقع داكنة أو تغيّر في لون الجلد على الوجه، والصدر، وأعلى الظهر، والذراعين، وظهر اليدين.
2. مشاكل في العين
التعرض الزائد لأشعة الشمس قد يسبب ضررًا للعينين، مثل: تشكّل عتامة على عدسة العين تُعرف باسم إعتام عدسة العين (المياه البيضاء)، مما يسبب رؤية ضبابية.
3. سرطان الجلد
- قد تظهر بقع خشنة ومتقشرة تُعرف باسم الآفات السرطانية، والتي قد تتحول لاحقًا إلى سرطان الجلد.
- يشير الأطباء إلى أن تكرار حروق الشمس بمرور الوقت يرفع من خطر الإصابة بسرطان الجلد غير الميلانيني.
عادةً ما يبدأ سرطان الجلد في المناطق الأكثر تعرضًا للشمس، مثل:
- الذراعين.
- الساقين.
- الوجه.
- الأذنين.
- الرقبة.
- الصدر.
- الظهر.
علاج حروق الشمس
حروق الشمس لا تُشفى فورًا بالعلاج، ولكنها تتحسن بالرعاية المناسبة التي تُخفف الألم والالتهاب والانزعاج. في الحالات الخفيفة والمتوسطة، يمكن علاج حروق الشمس في المنزل، أما في الحالات الشديدة، فقد يستدعي الأمر زيارة الطبيب أو حتى دخول المستشفى.
العناية الذاتية لعلاج حروق الشمس
اتبع الخطوات التالية لتسريع الشفاء وتخفيف الأعراض:
- الابتعاد عن الشمس:
- تجنب التعرض لأشعة الشمس حتى تتعافى بشرتك، ويفضّل البقاء في الداخل أو ارتداء ملابس فضفاضة تغطي الجلد.
- تبريد الجلد:
- ضع منشفة مبللة بماء بارد على المنطقة المصابة لعدة دقائق، وكرر ذلك خلال اليوم.
- يمكن الاستحمام بماء بارد مع إضافة صودا الخبز أو دقيق الشوفان لتسكين الجلد.
- ترطيب البشرة:
- استخدم مرطبات مثل: جل الألوفيرا (الصبار) أو لوشن الكالامين، تبريد هذه المنتجات في الثلاجة قبل استخدامها يمنح تأثيرًا مهدئًا.
- تجنب المنتجات التي تحتوي على الكحول لأنها قد تُسبب مزيدًا من التهيج.
- تسكين الألم والالتهاب:
- تناول مسكنات مثل: الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين لتخفيف الألم وتقليل التورم.
- في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة، استخدم كريم هيدروكورتيزون 1% من دون وصفة طبية ثلاث مرات يوميًا لمدة ثلاثة أيام.
- في حال الحكة، يمكن تناول مضادات الهيستامين مثل: ديفينهيدرامين.
- الاهتمام بالبثور:
- لا تفتح البثور الصغيرة، واستشِر الطبيب إذا زاد حجمها أو صارت مؤلمة.
- الترطيب الداخلي:
- اشرب كمية كافية من الماء لمنع الجفاف، خصوصًا في اليوم الأول بعد الإصابة.
- الجلد المتقشر:
- لا تقشّر الجلد بيدك، بل اتركه يتساقط من تلقاء نفسه.
- استمر في استخدام المرطبات خلال هذه المرحلة.
- العناية بالعينين:
- إذا أصيبت العينان، ضع كمادات باردة وتجنب استخدام العدسات اللاصقة أو فرك العين.
- الاستعانة بالطبيب:
- إذا كانت الحروق شديدة أو ظهرت بثور كبيرة أو علامات جفاف حاد، استشر الطبيب.
- قد يصف كريمات أقوى أو سوائل وريدية أو حتى ستيرويدات فموية.
خرافات حول علاج حروق الشمس
تجنب استخدام ما يلي لعلاج حروق الشمس:
- لا تستخدم الزبدة أو الثلج أو كمادات الثلج على الجلد المصاب.
- لا تستخدم الفازلين مباشرة على الحرق، لأنه قد يحبس الحرارة ويزيد التهيج.
- تجنب الكريمات التي تحتوي على "-كاين" مثل: البنزوكايين، خاصة عند الأطفال، لأنها قد تسبب تهيجًا أو مشاكل خطيرة في الدم.
الوقاية من حروق الشمس
للوقاية من حروق الشمس، من الضروري التحكم في التعرض لأشعة الشمس باتباع عدة خطوات، منها:
- الجلوس في أماكن مظللة وارتداء ملابس تغطي الجسم، يفضل أن تكون من قماش منسوج بإحكام.
- ارتداء قبعة واسعة الحواف لحماية الرأس والوجه، واستخدام نظارات شمسية لحماية العينين.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس بين الساعة 10 صباحًا و4 مساءً، إذ تكون الأشعة فوق البنفسجية في أقوى حالاتها.
- استخدام واقي شمس بعامل حماية 30+ على الأقل، وإعادة وضعه بانتظام كل 90 دقيقة، خاصة بعد السباحة أو التعرق.
- تقليل الوقت الذي تقضيه في الهواء الطلق عند ممارسة الرياضة أو السباحة، أو في الأنشطة التي تتم بالقرب من الماء أو على الارتفاعات العالية.
- بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب التسمير واستخدام أسرّة التسمير، إذ أن التسمير الطبيعي لا يقلل من خطر الإصابة بحروق الشمس، كما يُنصح باستخدام واقي شمس حتى في الأيام الغائمة.
- يجب الانتباه أيضًا إلى تأثير بعض الأدوية ومستحضرات التجميل التي تزيد من حساسية الجلد تجاه أشعة الشمس، مثل: المضادات الحيوية وبعض أدوية الالتهاب ومضادات الكوليسترول.
- عند الخروج، يمكن أن توفر بعض الملابس مزيدًا من الحماية من الشمس مثل: القمصان طويلة الأكمام والسراويل الطويلة، أو حتى ملابس مصممة خصيصًا لحماية من الشمس.
كيف تختار واقي الشمس المناسب؟
- واقيات الشمس هي مستحضرات تُستخدم لحجب الأشعة فوق البنفسجية عند تطبيقها على الجلد، يتم تصنيفها وفقًا لمؤشر SPF الذي يعكس قدرتها على الوقاية من حروق الشمس؛ إذ أنه كلما زاد تصنيف SPF، كانت الحماية من أشعة UVB أكبر، مما يقلل من الضرر المباشر على الجلد.
- من المهم أيضًا أن يوفر واقي الشمس حماية من أشعة UVA، على الرغم من أن أشعة UVA لا تسبب حروق الشمس، إلا أنها تساهم في شيخوخة الجلد وتزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
- العديد من واقيات الشمس توفر حماية واسعة النطاق، مما يعني أنها تحمي من كل من أشعة UVA وUVB.
متى يجب زيارة الطبيب؟
اتصل بالطبيب أو مقدم الرعاية الصحية إذا لاحظت أي من الأعراض التالية المتعلقة بحروق الشمس:
- حمى تزيد عن 39 درجة مئوية أو أكثر.
- قشعريرة أو ألم شديد.
- ظهور بثور تغطي أكثر من 20% من الجسم (مثل: الساقين بالكامل، أو الظهر أو الذراعين).
- بثور على الوجه أو الأعضاء التناسلية أو اليدين.
- صديد يتسرب من البثور، مما قد يدل على وجود عدوى.
- علامات الجفاف مثل: جفاف الفم، العطش، قلة التبول، الدوار، الارتباك أو التعب.
- حروق الشمس لدى رضيع أقل من عام.