بالنسبة للعديد من النساء، يُعد السيلوليت أكثر من مجرد مشكلة تجميلية، بل قد يؤثر على ثقتهن بأنفسهن وصورة أجسادهن، خاصةً إذا استمر رغم اتباع عادات صحية. سواءً كان السيلوليت ملحوظًا على الفخذين، أو غمازات خفيفة على الأرداف، أو جلدًا يفقد تماسكه تدريجيًا مع مرور الوقت، فإن ظهور السيلوليت أمر شائع ومحبط.
مع أنه ليس مشكلة طبية، إلا أن الرغبة في تحسين ملمس البشرة ولونها أمرٌ مشروع تمامًا، ولحسن الحظ، توجد حلول مدعومة سريريًا. من العلاجات الموضعية المثبتة علميًا إلى الإجراءات غير الجراحية المعتمدة من أطباء الجلد، هناك طرق آمنة وفعالة لتقليل علامات السيلوليت الظاهرة واستعادة بشرة أكثر نعومةً وتماسكًا.
ما هو السيلوليت ولماذا يظهر؟
السيلوليت هو في الأساس دهون طبيعية تحت الجلد تضغط على النسيج الضام، مما يؤدي إلى تجعد أو تجاعيد في سطح الجلد. لدى النساء، يتم ترتيب الأشرطة الليفية الضامة في صفوف متوازية، لذلك يمكن لأي توسع في الدهون أن ينتفخ بسهولة أكثر بين هذه الأشرطة. أما لدى الرجال، فإن الأشرطة النسيجية تأخذ نمطًا متشابكًا، مما يجعل الدهون محتجزة بإحكام أكثر.
وهذا هو السبب الرئيسي في أن النساء أكثر عرضة بكثير للإصابة بالسيلوليت من الرجال، كما تساهم الهرمونات (مثل الاستروجين)، والعوامل الوراثية، والعمر أيضًا في ظهور السيلوليت. عندما تتغير مستويات الاستروجين (على سبيل المثال بعد البلوغ أو أثناء الحمل)، أو مع التقدم في العمر، يمكن أن تنخفض الدورة الدموية وإنتاج الكولاجين في الجلد، مما يجعل ترسبات الدهون أكثر وضوحًا ويجعل الجلد أقل مرونة.
بمعنى آخر، يمكن أن يؤدي التقدم في العمر والتغيرات الهرمونية إلى إضعاف النسيج الضام وترقيق الجلد، مما يسمح لجيوب الدهون الموجودة تحته بخلق تجاعيد مرئية، كما قد تجعل زيادة الوزن السيلوليت أكثر بروزًا، ولكن حتى الأشخاص النحيفين جدًا يمكن أن يكون لديهم سيلوليت.
أين يظهر السيلوليت في أغلب الأحيان؟
يمكن أن يظهر السيلوليت في اي مكان يخزن فيه الجسم الدهون، ولكنه يكون أكثر وضوحًا في مناطق معينة. تعد الفخذين والأرداف أكثر المناطق التي تعاني فيها النساء من السيلوليت، لأن هذه المناطق تحتوي طبيعيًا على ترسبات دهنية أعلى، والنسيج الضام هناك يُظهر التجاعيد بسهولة.
البطن (منطقة المعدة) هو موقع شائع آخر، خاصة بعد زيادة الوزن أو الحمل، عندما يتغير الجلد والدهون في منطقة البطن. كذلك قد تلاحظين السيلوليت أيضًا على الوركين. وفي بعض الحالات، يمكن أن يظهر مظهر متجعد حتى في الذراعين العلويين أو الساقين، على الرغم من أن ذلك أقل شيوعًا من الجزء السفلي من الجسم. غالبًا ما يكون الجلد الذي يشبه قشرة البرتقال أكثر وضوحًا في الفخذين الخارجيين وخلف الفخذين، بالإضافة إلى الأرداف، عند الوقوف أو قرص الجلد؛ إذ تميل هذه المناطق إلى وجود توزيع مختلف للنسيج الضام، مما يجعل أي دهون تحتها أكثر وضوحًا كمطبات غير منتظمة.
أفضل كريمات شد الجسم وإزالة علامات التمدد
تزعم العديد من الكريمات شد الجسم أو إزالة علامات التمدد، ولكن أي منها يعتمد على أدلة علمية؟ لا تستطيع المنتجات الموضعية القضاء على السيلوليت أو علامات التمدد بشكل سحري، ولكن بعض المكونات يمكن أن تساعد في تحسين مظهر البشرة مع مرور الوقت. ينصح أطباء الجلد بالبحث عن المكونات التالية عند اختيار كريم شد الجسم أو كريم إزالة علامات التمدد:
الكافيين:
يعمل الكافيين على تكسير الخلايا الدهنية وتجفيف منطقة السيلوليت، مما يشدّ البشرة ويمنحها مظهرًا ناعمًا مؤقتًا. اختاري منتجًا يحتوي على تركيز كافيين بنسبة خمسة بالمائة تقريبًا.
الريتينول (مشتقات فيتامين A):
الريتينول هو أحد أشكال فيتامين أ، ويُقلل من وجود الجذور الحرة المسؤولة عن تكسير الكولاجين. يُساعد الريتينول في الحفاظ على نعومة البشرة ويُخفف من ظهور انتفاخات السيلوليت. ابحثي عن 100,000 وحدة دولية من فيتامين أ لكل عبوة سعة 2 أونصة. للحصول على أفضل النتائج، استخدمي كريمًا يحتوي على 100% ريتينول مع إضافة فيتامينات أ، ج، وهـ.
حمض الهيالورونيك:
يُعد حمض الهيالورونيك مفيدًا في تحسين مرونة الجلد وقد يقلل من عمق ووضوح علامات التمدد الجديدة. يوجد بكثرة في الكريمات الآمنة للحمل، ويحافظ على ليونة الجلد ويدعم التعافي الطبيعي، خاصة عند دمجه مع مكونات مثل الجلسرين.
الكولاجين والببتيدات:
يمكن للمكونات مثل عشبة الجوتو كولا والببتيدات أن تحفّز إنتاج الكولاجين وتحسّن مرونة الجلد. وهي مفيدة بشكل خاص في الوقاية من علامات التمدد ومنح الجلد مظهرًا أكثر تماسكًا. وعلى الرغم من أن الكولاجين الموضعي لا يخترق بعمق، إلا أن هذه المكونات تدعم بنية الجلد من الداخل.
كيفية استخدام الكريمات بفعالية؟
عند استخدام أي كريم لشد الجسم أو إزالة علامات التمدد، فإن الاستمرارية هي المفتاح. ضعي المنتج حسب التعليمات (عادةً يوميًا). قومي بتدليكه جيدًا، حيث إن عملية التدليك نفسها يمكن أن تحسن الدورة الدموية وتساعد على امتصاص المنتج بشكل أفضل. تحلي بالصبر، فالتحسن يظهر تدريجيًا على مدار أسابيع.
من الحكمة أيضًا اختبار الكريمات الجديدة على منطقة صغيرة أولاً – بعض كريمات السيلوليت تحتوي على أمينوفيلين أو مواد كيميائية نشطة أخرى يمكن أن تسبب تهيجًا أو احمرارًا أو حتى خفقان القلب لدى الأشخاص الحساسين. إذا لم تلاحظي أي طفح أو رد فعل بعد 48 ساعة في منطقة الاختبار، فمن المحتمل أنه آمن للاستخدام على منطقة أوسع. وتذكري، لا يوجد منتج موضعي يصنع المعجزات.
عادات يومية فعالة لتقليل السيلوليت وتحسين مظهر البشرة
على الرغم من أنه لا توجد عادة يمكنها إزالة السيلوليت بشكل دائم تمامًا، فإن تبني أسلوب حياة صحي سيساعد كثيرًا في تقليل مظهره على المدى الطويل. الاتساق في هذه العادات اليومية يمكن أن يؤدي إلى بشرة أكثر نعومة وتماسكًا، ويمنع السيلوليت من التفاقم. إليكِ بعض النصائح المدعومة علميًا:
كوني نشطة دائمًا
التمرين المنتظم يساعد على حرق الدهون، وبناء العضلات، وتعزيز الدورة الدموية، وكل ذلك يجعل الجلد يبدو أكثر تماسكًا ويقلل من التجاعيد.
ركزي على:
- تمارين الكارديو (مثل المشي، ركوب الدراجة) لتقليل الدهون.
- تمارين القوة (مثل السكوات، الاندفاعات) لشد العضلات تحت المناطق المعرضة للسيلوليت. استهدفي 3-4 تمارين أسبوعيًا على الأقل.
تناولي طعامًا صحيًا
يدعم النظام الغذائي المتوازن صحة البشرة ويمنع تراكم الدهون.
- تجنبي: السكر الزائد، الملح، الأطعمة المصنعة التي تزيد السيلوليت سوءًا.
- أولوية الطعام: الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، البروتينات الخالية من الدهون، وأوميغا 3.
- أضيفي بذور الكتان لنظامك الغذائي، فقد تساعد في دعم الكولاجين وتحقيق التوازن الهرموني.
حافظي على الترطيب
شرب كمية كافية من الماء يساعد على امتلاء الجلد وطرد السموم، مما يجعل السيلوليت أقل وضوحًا.
- الهدف: حوالي 2 لتر/يوم.
- إضافة: تناولي أطعمة مرطبة مثل الخيار والبطيخ
- تجنبي: الكافيين الزائد، لأنه يسبب جفاف البشرة.
اعتني ببشرتك
العناية اليومية بالبشرة تعزز من فعالية جهودك الأخرى:
- رطّبي بانتظام لتحسين نسيج البشرة.
- جرّبي التقشير الجاف أو التدليك لمناطق مثل الفخذين لتحفيز الدورة الدموية.
- فكّري في المكملات الآمنة مثل مستخلص الجنكة أو بذور العنب (بعد استشارة طبيبكِ)؛ فقد تُحسّن تدفق الدم ومرونة البشرة.
الخلاصة، السيلوليت أمرٌ طبيعيٌّ لدى معظم النساء - فجميعنا تقريبًا لدينا تلك الغمازات الصغيرة في مكان ما، مع أنه لا يُمكنكِ التخلص من السيلوليت تمامًا، إلا أن الجمع بين العلاجات المُستهدفة، والاستخدام الذكي للمنتجات، والعادات اليومية الصحية يُمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في مظهره.
وقبل كل شيء، تذكّري هذا: السيلوليت لا يُحدّد صحتكِ أو جمالكِ. لا بأس أن ترغبي في بشرة أكثر نعومة، ولكن من المهم أيضًا أن تكوني لطيفةً مع نفسكِ في هذه العملية. مع خياراتٍ ذكيةٍ وعاداتٍ ثابتة، يُمكنكِ الشعور بمزيدٍ من الثقة والراحة تجاه بشرتكِ. حبّ جسمكِ والعناية به جيدًا هو شئ أساسي.