التهاب العين: أسبابه، أعراضه، وأفضل طرق العلاج

Eye Inflammation

العين مرآة الجسد، وتُعد نافذة الإنسان على العالم، ومن خلالها نختبر ألوان الحياة وتفاصيلها الدقيقة، ولكن ماذا لو استيقظت يومًا ما على إحساس لاذع في عينيك واحمرار وألم يعكر عليك صفو حياتك؟! التهاب العين مشكلة شائعة تصيب الملايين حول العالم، وهي ليست مجرد إزعاج عابر، بل إنها قد تسبب مشكلات بصرية خطيرة إذا لم يُتعامل معها بشكل صحيح. تابع قراءة هذه المقالة لتعرف أكثر عن التهاب العينين وأسبابه وأعراضه وطرق العلاج والوقاية.

ما هو التهاب العين؟

التهاب العين هو التهاب يصيب أحد العينين أو كلتيهما، وينجم عن أسباب متعددة مثل: العدوى (البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية)، أو الحساسية، أو الاضطرابات المناعية، أو التهيج، أو الإصابات المباشرة في العين أو الجفون أو الأنسجة المحيطة.


ويمكن أن يصيب الالتهاب أجزاء متعددة من العين، مثل: الجفن، والقرنية، والملتحمة، وغيرها، وبعض أنواع الالتهاب تكون بسيطة ومؤقتة، بينما قد تمثل بعض الحالات الأخرى طارئًا طبيًا يهدد البصر إذا لم تُعالج في الوقت المناسب.

أنواع التهابات العين

من أنواع التهابات العين الشائعة ما يلي:

١- التهاب الملتحمة (العين الوردية)

  • يُصيب هذا الالتهاب الغشاء الرقيق الذي يُغطي الجزء الأبيض من العين وداخل الجفن، ويمنح العين مظهرًا ورديًا.
  • يحدث غالبًا نتيجة الإصابة بفيروس أو بكتيريا، ولكن في بعض الحالات قد ينتج عن حساسية أو مهيجات.
  • يُعد شائعًا في أثناء نزلات البرد، وفي البالغين تكون الفيروسات هي السبب الأكثر شيوعًا، أما في الأطفال فغالبًا يكون السبب بكتيريًا.

٢- التهاب القرنية

  • هو التهاب يصيب القرنية، وقد يكون سببه بكتيريا أو فيروسات أو طفيليات موجودة في الماء.
  • يُعد أكثر شيوعًا لدى من يستخدمون العدسات اللاصقة.

٣- شعيرة العين (دمّل الجفن)

  • تظهر ككتلة حمراء مؤلمة تحت الجفن أو عند جذور الرموش، وتنتج عن التهاب بكتيري في الغدد الدهنية بالجفن أو الرموش، وتشبه البثور، وهي غير معدية.

٤- التهابات العين الفطرية

  • تُعد نادرة ولكنها خطيرة إذا حدثت، وغالبًا تظهر بعد إصابة في العين، خاصة إذا كان هناك خدش بشيء من نبات مثل: عصا أو شوكة.
  • يمكن أيضًا أن تحدث عند استخدام العدسات اللاصقة دون تنظيفها جيدًا.

٥- التهاب القزحية

  • يُصيب الطبقة الوسطى من العين (العنبية)، وقد ينجم عن عدوى فيروسية مثل: فيروس الهربس، لكنّه أكثر شيوعًا بسبب أمراض مناعية مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة.

٦- التهاب الجفن

  • يصِيب التهاب الجفن الجلد المحيط بالعينين، وتحديدًا الجفون.
  • يحدث غالبًا نتيجة انسداد الغدد الدهنية الموجودة عند قاعدة الرموش، ويعود السبب في معظم الحالات إلى البكتيريا، رغم أن هناك أسبابًا غير معدية أيضًا.
  • على الرغم من أن البكتيريا قد تكون سبب الالتهاب، إلا أن الالتهاب بحد ذاته غير معدٍ.

٧- التهاب باطن العين

  • التهاب باطن العين هو التهاب حاد يصيب الأجزاء الداخلية للعين نتيجة عدوى بكتيرية أو فطرية.
  • يُعد النوع الأكثر شيوعًا منه هو الالتهاب الخارجي المنشأ، أي الذي يحدث بسبب دخول الجراثيم من البيئة الخارجية إلى العين، وغالبًا تكون المكورات العنقودية أو العقدية هي المسببات الرئيسية.
  • رغم أن هذه الحالة نادرة، فإنها قد تظهر بعد نحو 6 أسابيع من بعض عمليات العيون مثل: جراحة الماء الأبيض (الساد)، كما قد تحدث أيضًا نتيجة دخول جسم غريب إلى داخل العين.

٨- التهاب النسيج الخلوي حول العين

  • يحدث التهاب النسيج الخلوي في منطقة الجفن أو حول العين.
  • يحدث هذا الالتهاب عندما تصاب أنسجة العين بعدوى، وغالبًا يكون السبب جرحًا بسيطًا يسمح للبكتيريا (مثل: المكورات العنقودية) بالدخول، أو نتيجة انتقال العدوى من مناطق مجاورة مثل: الجيوب الأنفية.
  • يُعد الأطفال الصغار أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الالتهابات نظرًا لزيادة احتمالية تعرضهم للبكتيريا المسببة لها.

٩- التهاب كيس الدمع

  • التهاب كيس الدمع هو عدوى تصيب كيس الدموع، وتحدث غالبًا نتيجة انسداد القنوات الدمعية، مما يمنع تصريف الدموع بشكل طبيعي.

تأثير التهاب العين على الرؤية والصحة العامة 

يمكن أن تؤثر التهابات العين بشكل كبير على الرؤية والصحة العامة إذا لم تُعالج بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب، بعض الأنواع البسيطة، مثل: التهاب الملتحمة، قد تُعالج منزليًا في حالات معينة وتحت إشراف طبي، ولكن بعض الحالات الأخرى مثل: التهاب القرنية، والتهاب النسيج الخلوي حول العين، والتهاب باطن العين، تُعد أكثر خطورة وتتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا لتفادي المضاعفات التي قد تصل إلى فقدان البصر الدائم أو العمى.


إهمال علاج التهاب العين قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وظهور مضاعفات تهدد سلامة العين، لذلك، يُنصح بعدم الاستخفاف بأي أعراض مثل: الألم، أو الاحمرار، أو تغيّر الرؤية، أو إصابة العين، واستشارة الطبيب المختص فورًا عند الشك بالإصابة بالتهاب العين.

أسباب التهاب العين

يحدث التهاب العين نتيجة دخول كائنات دقيقة مثل: البكتيريا، والفيروسات، والفطريات، أو الطفيليات إلى العين وبدء تكاثرها فيها، وقد يحدث ذلك بطرق متعددة، مثل:

  • إصابات العين كالجروح أو الخدوش.
  • استخدام عدسات لاصقة ملوثة أو غير مناسبة، أو النوم بها دون إزالتها.
  • إهمال تنظيف العدسات اللاصقة.
  • ملامسة العين بيد ملوثة بعد لمس أسطح غير نظيفة.
  • دخول أجسام ملوثة إلى العين.

الكائنات المسببة لالتهابات العين

أولًا: البكتيريا

تشمل البكتيريا المسببة لالتهاب العين ما يلي:

  • البكتيريا موجبة الجرام: مثل المكورات العنقودية الذهبية (S. aureus) والعقدية الرئوية (S. pneumoniae).
  • البكتيريا سالبة الجرام: مثل العصيات الأمعائية، والمستدمية النزلية، والموراكسيلا، والنيسرية البنية، والزائفة الزنجارية (P. aeruginosa).

ثانيًا: الفيروسات

تشمل الفيروسات الشائعة التي تسبب التهابات العين ما يلي:

  • فيروس الهربس البسيط من النوع الأول.
  • الفيروس الغدي (Adenovirus).
  • فيروس جدري الماء النطاقي.

ثالثًا: الفطريات

تسبب الفطريات، خاصةً من فصيلة المبيضات، نسبة كبيرة من حالات التهاب باطن العين، خاصةً بعد العمليات الجراحية مثل: زراعة القرنية أو عملية المياه البيضاء، كما قد تنتقل العدوى الفطرية من خلال:

  • إصابات مباشرة بالعين بأجسام ملوثة مثل: نباتات أو أدوات خارجية.
  • عدوى فطرية عبر مجرى الدم تصل إلى العين.

أعراض التهاب العين

قد يُصاب الشخص بالتهاب في إحدى العينين أو كلتيهما، وتختلف الأعراض حسب شدة الحالة وسببها، تشمل العلامات والأعراض المبكرة ما يلي:

  • احمرار العينين.
  • حكة أو حرقة أو تهيج في العين.
  • شعور بعدم الراحة أو بوجود جسم غريب داخل العين.
  • ألم في العين أو عند لمس الجفن.
  • ألم عند التعرض للضوء الساطع (حساسية للضوء).
  • دمع مستمر أو مفرط.
  • تورم الجفن أو ظهور انتفاخ صغير مؤلم تحت الجفن أو عند قاعدة الرموش.
  • تقشر الرموش أو الجفون، خاصة في الصباح.

قد تظهر أعراض أخرى في المراحل المتقدمة أو الحالات الشديدة، مثل:

  • إفرازات صفراء أو خضراء أو شفافة من العين، قد تسبب التصاق الرموش.
  • تغير في شكل الجفن مثل: الاحمرار أو التورم أو اللون الأرجواني.
  • عدم وضوح الرؤية أو ضعفها.
  • صعوبة في ارتداء العدسات اللاصقة.
  • تضخم الغدد الليمفاوية بالقرب من الأذن.
  • ارتفاع في درجة الحرارة (الحمى).

إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض، يجب مراجعة طبيب العيون لتحديد السبب وبدء العلاج المناسب.

أسباب جفاف العين وكيفية علاجه

يحدث جفاف العين نتيجة اضطراب في التوازن الطبيعي لغشاء الدموع، والذي يتكوّن من ثلاث طبقات: زيتية، ومائية، ومخاطية، يعمل هذا الغشاء للحفاظ على رطوبة ونعومة وشفافية سطح العين، وأي خلل في واحدة من الطبقات المكوّنة له قد يؤدي إلى جفاف العين.

ما أسباب جفاف العين؟

تتنوع الأسباب التي قد تؤدي إلى جفاف العين، ومنها ما يلي:

  • التغيرات الهرمونية.
  • أمراض المناعة الذاتية.
  • التهاب غدد الجفن.
  • حساسية العين.
  • انخفاض إنتاج الدموع.
  • زيادة تبخر الدموع.

وقد يحدث جفاف العينين إما بمفرده أو مرتبطًا بحالات صحية أخرى مثل:

  • التهاب الجفن.
  • متلازمة شوغرن.
  • اضطرابات الغدة الدرقية.

طرق علاج جفاف العين

يعتمد علاج جفاف العين على مدى شدة الحالة والمسبب الرئيسي لها، وغالبًا يحتاج الأمر إلى تجربة أكثر من علاج للوصول إلى الخيار الأنسب، وتشمل الخيارات العلاجية ما يلي:

  • قطرات العين المرطبة: تُعرف بالدموع الاصطناعية، وتعمل على ترطيب العين وتخفيف الأعراض مؤقتًا، وتتوفر بدون وصفة طبية.
  • المراهم الليلية: تستخدم في حال جفاف العين أثناء النوم، وهي أكثر كثافة وتمنح ترطيبًا طويل الأمد.
  • انسداد القناة الدمعية: يمكن اللجوء إلى سد مؤقت أو دائم للقنوات الدمعية بهدف تقليل فقدان الدموع.
  • العدسات الصلبة: تساعد على حماية العين، والحفاظ على رطوبتها، وتحسين الرؤية.
  • أدوية تحفيز الدموع: مثل دواء بيلوكاربين، الذي يعزز إنتاج الدموع ويخفف من الجفاف.
  • الوخز بالإبر: قد يساهم في تحسين أعراض جفاف العين لدى بعض الأشخاص.
  • الجراحة: في الحالات الشديدة، يمكن إجراء تدخل جراحي لتصحيح مشكلات الجفن أو تقليل تبخر الدموع.

طرق علاج التهاب العين

يعتمد علاج التهاب العين على السبب الكامن وراءه:

  •  في حالات العدوى البكتيرية، تُستخدم عادةً المضادات الحيوية على شكل قطرات أو مراهم للعين، وقد تُستخدم أيضًا أقراص فموية في بعض الحالات، ويبدأ مفعول العلاج بالمضادات الحيوية غالبًا خلال 24 إلى 48 ساعة.
  • أما التهابات العين الفيروسية، فهي تتحسن عادةً من تلقاء نفسها دون الحاجة لأدوية، في حين تتطلب التهابات الحساسية تجنب المهيجات واستخدام علاجات مناسبة.

طرق منزلية لتخفيف أعراض التهابات العين

  • استخدام كمادات دافئة أو باردة لتقليل التهيج أو التورم.
  • استعمال قطرات العين المرطبة (الدموع الاصطناعية) المتوفرة.
  • تناول مسكنات الألم المتاحة التي لا تستلزم وصفة طبية.
  • تجنب استخدام مستحضرات التجميل أو المنتجات التي قد تُهيّج العين أثناء فترة الالتهاب.

الوقاية من التهابات العين 

إليك بعض النصائح لتقليل خطر الإصابة بعدوى العين:

  • غسل اليدين جيدًا بالماء الدافئ والصابون قبل وبعد لمس العينين.
  • تجنّب مشاركة المناشف أو أدوات التجميل أو أي أدوات شخصية تُلامس العين.
  • تنظيف العدسات اللاصقة وفقًا للتعليمات وعدم تجاوز مدة ارتدائها الموصى بها.
  • استخدام أدوات الحماية للعين عند العمل أو ممارسة الرياضة.
  • الابتعاد عن الأشخاص المصابين بعدوى معدية في العين.
  • التخلص من مستحضرات التجميل في حال حدوث عدوى لتجنّب تكرار الإصابة.

أفضل قطرات لعلاج التهابات وجفاف العين H3

١- توبراسين (Tobracin) – ١٠ مل

  • المادة الفعالة في قطرة توبراسين: مضاد حيوي (توبراميسين).
  • يُستخدم لعلاج التهابات العين البكتيرية مثل: التهاب الملتحمة أو القرنية.
  • آمن وفعّال، يُستخدم بوصفة طبية.

٢- نيودكس (Neodex) – ٥ مل

  • المادة الفعالة في قطرة نيودكس: مضاد حيوي (نيوميسين) + كورتيزون (ديكساميثازون).
  • تُستخدم لعلاج التهابات العين.
  • لا تُستخدم لفترات طويلة لتفادي آثار الكورتيزون.

٣- أوكيوجيسيك (OcuGesic) – ٥ مل

  • المادة الفعالة في قطرة أوكيوجيسيك: ديكلوفيناك الصوديوم وهو مضاد التهاب غير ستيرويدي (NSAID).
  • تُستخدم لتقليل الألم والاحمرار والالتهاب في العين، بعد الجراحة أو الإصابات.
  • لا تحتوي على كورتيزون.

٤- أوبتيدكس ت (Optidex-T) – ٥ مل

  • المواد الفعالة في قطرة أوبتيدكس ت: مضاد حيوي (توبراميسين) + كورتيزون (ديكساميثازون).
  • يُستخدم في حالات التهابات العين الشديدة أو المصحوبة برد فعل مناعي.
  • يُستخدم تحت إشراف طبي لتفادي الآثار الجانبية للكورتيزون.

٥- هيالفيد (Hyalufid) – ١٠ مل

  • نوع قطرة هيالفيد: قطرات مرطبة تحتوي على حمض الهيالورونيك.
  • تُستخدم لترطيب العين وتخفيف أعراض الجفاف والحرقان.
  • مناسبة للاستعمال اليومي، وآمنة للعدسات اللاصقة.

٦- إيدينورم فري (Edinorm Free) – ١٠ مل

  • نوع قطرة إيدينورم فري: قطرة لتخفيف تورم العين تحتوي على كلوريد الصوديوم 5%.
  • تُستخدم لتخفيف تورم العين.
  • خالية من المواد الحافظة.

٧- أرتيلاك إم دي أو (Artelac MDO) – ١٠ مل

  • نوع قطرة أرتيلاك إم دي أو: قطرات مرطبة متقدمة (تحتوي على حمض الهيالورونيك).
  • تُستخدم لعلاج جفاف العين المزمن والمتوسط إلى الشديد.
  • مناسبة للاستعمال المطوّل، ولا تحتوي على مواد حافظة.

متى يجب زيارة طبيب عيون؟

يجب استشارة طبيب العيون إذا شعرت بأي من الأعراض التالية:

  • ألم في العين.
  • تغير في الرؤية.
  • زيادة في الإفرازات.
  • تهيّج مستمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. تم وضع علامة على الحقول المطلوبة

يرجى ملاحظة أنه يجب الموافقة على التعليقات قبل نشرها